اضطرّ العديد من الأطفال السوريين إلى مغادرة مدينتهم ومنزلهم وعائلاتهم، وهم يحملون معهم آمالًا في مستقبل أفضل. . كتاب الأحلام تكريم لأطفال سوريا.
خديجة فتاة سورية تبلغ من العمر 12 عامًا، إلا أنها تعيش الآن في لبنان مع عائلتها. خلال عامها الأول هناك، لم تستطع الذهاب إلى المدرسة لأنّ أسرتها غير قادرة على تحمل تكاليفها. ولحسن الحظ، سرعان ما وجدت لها مكانًا في إحدى المدارس فغمرتها السعادة!
تقول: "أريد أن أتابع دراستي لأصبح طبيبة. وطالما أنّه باستطاعتي الذهاب إلى المدرسة هنا، أعلم أنّ حلمي قد يتحقق يومًا ما. عندما أكبر ويصبح لديّ أطفال، لن أدعهم يفوّتون يومًا واحدًا من دون الذهاب إلى المدرسة. سأخبرهم بأنّ المدرسة هي المكان الذي تتحقق فيه الأحلام!"
إنّ دعم الأطفال ومنحهم كافة الأدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق أحلامهم أمر بالغ الأهمية. يبلغ قاسم 30 عامًا وهو من سوريا. يعيش الآن في تركيا وهو متطوع في مركز فرح حيث يقدّم الدعم النفسي للأطفال وينظم الأنشطة لهم.
ويواجه معظم الأطفال اللاجئين الذين يساعدهم قاسم صعوبات في التحدث بلغتهم الأم كونهم إما غادروا سوريا عندما كانوا صغارًا أو ولدوا في مخيم للاجئين. وقد قرر قاسم مع زملائه تنظيم مجموعات محادثة باللغة العربية لمساعدتهم.
اللغة التي نتحدّثها هي جزء مهمّ من هويّتنا.
يقول قاسم: "من المؤكّد أن الأطفال واجهوا في البداية الكثير من الصعوبات على مستوى التعلم. فبالنسبة إليهم، كانت اللغة الأم بمثابة لغة أجنبية، ولكن كلّما تقدّموا شيئًا فشيئًا، كلّما بدأوا في الاستمتاع أكثر بها. وفي نهاية المطاف، لم يصدّق الأهل أنّ أولادهم كانوا قادرين على تحدث العربية بطلاقة!"
وبالنسبة إلى معظم الأطفال الذين اضطروا للبدء من جديد في بلد أجنبي جديد، يُعد التعلم أحد أهم العناصر: فالدراسة ستساعدهم على تحقيق أحلامهم في المستقبل.
هبة فتاة سورية تبلغ من العمر 12 عامًا وهي تعيش في الأردن مع والديها. لا تتذكر موطنها جيدًا، ولكنها تشعر بأنها محظوظة لوجودها في الأردن، فهي تذهب إلى المدرسة كل يوم. هبة تحب الغناء وتحلم بأن تصبح معلمة ذات يوم.
تشرح هبة قائلة: "نعتقد أنا وزملائي في الصفّ أنّ الفرصة التي أتيحت لنا للتعلّم رائعة للغاية. أحد الأحلام التي سوف أسعى إلى تحقيقها هو أن أصبح مدرّسة في المستقبل وأن أكون قادرة على مساعدة الأطفال الذين يعيشون حالتي نفسها. [...] آمل حقًا أن يتحقق حلمي [...] يومًا ما. ولو كان لديّ عصا سحرية، لحرصت على أن يكون الجميع سعداء ويتمتعون بأفضل حياة ممكنة!"