بيتا فتاة تبلغ 12 عامًا، وهي من دهوك في إقليم كردستان العراق ولديها متلازمة داون. يقول أجيد، والد بيتا: "مجتمعنا لا يولي الكثير من الاهتمام لأشخاص مثل بيتا... سوف يسخرون منها، وهذا أمر يزعجني للغاية". وبعد أن رفضتها مدارس عدة بسبب حالتها، تم الترحيب ببيتا أخيرًا في معهد متخصص حيث يمكنها التقدّم والنجاح وتعلم الاستقلالية. ويضيف والدها: "في هذه اللحظة، تستطيع بيتا العودة إلى المنزل بنفسها. مفاتيح المنزل في حقيبتها. تفتح الباب وتذهب إلى غرفتها".
ويستضيف المعهد الذي تقصده بيتا حوالى 200 طفل من ذوي الاحتياجات الجسدية والعقلية الذين يعانون مثلًا من العمى والصمم والتوحّد. ويقدّم المعهد التعليم المناسب للأطفال حتى يتمكنوا من الاندماج بشكل أفضل في المجتمع.
ويضيف والدها: "ثمة فرق شاسع بين شخص محصور في بيئة مغلقة وشخص حرّ. فبعد أن باتت بيتا ترتاد المعهد، أصبحت تستيقظ في الصباح وتعمل مع معلميها وتدرس حتى الظهر. وعندما تعود إلى المنزل، تنشغل بواجباتها حتى المساء. وفي ذلك الوقت، تكون مرهقة وتنام في التاسعة. لو بقيت في المنزل، ما كانت حياتها لتكون كذلك: لظلّت نائمة ومضطربة طوال الوقت".
أنا أحب هذا المكان. سآتي غدًا أيضًا. عندما أرسم، يثني جميع الأساتذة على عملي.
وتتطلع بيتا إلى الذهاب إلى المدرسة كل صباح وهي سعيدة بالتعلم وبالاعتماد أكثر على نفسها. وبإمكانها دائمًا أن تعتمد على دعم أسرتها ومعلميها الذين يشجعونها ويثنون على جهودها وإنجازاتها.